الأحد، 28 ديسمبر 2014

مصنف ضمن:

دروس اركان الإيمان في القران الكريم










1⃣
🌴فقه أعظم ســـــورة فـــاتحـــــة الكتاب 🌴

 🔘سبب التسمية :🔘
⚪تُسَمَّى ‏‏ ‏الفَاتِحَةُ ‏‏ ‏لافْتِتَاحِ ‏الكِتَابِ ‏العَزِيزِ ‏بهَا ‏
⚪وَتُسَمَّى ‏‏ ‏أُمُّ ‏الكِتَابِ ‏‏ ‏لأنهَا ‏جَمَعَتْ ‏مَقَاصِدَهُ ‏الأَسَاسِيَّةَ ‏
⚪وَتُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏السَّبْعُ ‏المَثَانِي ‏‏،
⚪‏وَالشَّافِيَةُ ‏‏، ‏
⚪وَالوَافِيَةُ ‏‏، ‏
⚪وَالكَافِيَةُ ‏‏، ‏
⚪وَالأَسَاسُ ‏‏، ‏
⚪وَالحَمْدُ‎ .‎‏

 🔘التعريف بالسورة : 🔘
🎐1) سورة مكية
🎐2) من سور المثاني
🎐3) عدد آياتها سبعة مع البسملة
🎐4) هي السورة الأولى في ترتيب المصحف الشريف
🎐5) نـَزَلـَتْ بـَعـْدَ سـُورَةِ المـُدَّثـِّرِ
🎐6) تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء " الحمد لله"
🔸لم يذكر لفظ الجلالة إلا مرة واحدة وفي الآية الأولى.
🎐7) الجزء ( 1 ) ، الحزب ( 1 ) الربع ( 1 )

🔘محور مواضيع السورة :🔘
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ
🔶أُصُولِ الدِّينِ وَفُرُوعِهِ ،
🔶وَالعَقِيدَةِ ،
🔶وَالعِبَادَةِ ،
🔶وَالتَّشْرِيعِ ،
🔶وَالاعْتِقَادِ باليَوْمِ الآخِرِ ،
🔶وَالإِيمَانِ بِصِفَاتِ الَّلهِ الحُسْنَى ،
🔶وَإِفْرَادِهِ بالعِبَادَةِ وَالاسْتِعَانَةِ وَالدُّعَاءِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ جَلَّ وَعَلاَ بطَلَبِ الهداية إلى الدِّينِ الحَقِّ وَالصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ ،
🔶وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ بالتَّثْبِيتِ عَلَى الإِيمَانِ وَنَهْجِ سَبِيلِ الصَّالِحِينَ ،
🔶وَتَجَنُّبِ طَرِيقِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ ،
🔶وَالإِخْبَارِ عَنْ قِصَصِ الأُمَمِ السَّابِقِينَ ، وَالاطَّلاَعِ عَلَى مَعَارِجِ السُّعَدَاءِ وَمَنَازِلِ الأَشْقِيَاءِ ،
🔶وَالتَّعَبُّدِ بأَمْرِ الَّلهِ سُبْحَانَهُ وَنَهْيِهِ

🔘فضل السورة :🔘
💫رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ أَنَّ أُبـَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَرَأَ عَلَي الرسول أُمَّ القُرآنِ الكَرِيمِ فَقَالَ رَسُولُ الَّلهِ : " وَالَّذِي نـَفْسِي بـِيَدِهِ مَا أُنـْزِلَ في التـَّوْرَاةِ وَلاَ في الإِنـْجِيلِ وَلاَ في الزَّبـُورِ وَلاَ في الفُرقـَانِ مِثْلُهَا ، هِيَ السَّبـْعُ المَثَانـِي وَالقـُرآنَ العَظِيمَ الَّذِي أُوتـِيتـُه " فَهَذَا الحَدِيثُ يُشِيرُ إِلى قَوْلِ الَّلهِ تَعَالى في سُورَةِ الحِجْرِ { وَلَقَدْ آتـَيـْنَاكَ سَبْعَاً مِنَ المَثَانـِي وَالقُرآنَ العَظِيمَ }

🔘الفاتحة متضمنة لمجمل ما فصل في القرآن الكريم :🔘

1⃣1- فالإشارة إلى توحيد الألوهية جاءت في لفظ الجلالة { اللهِ }

2⃣2- والإشارة إلى توحيد الربوبية جاءت في لفظ {رَبِّ الْعَالَمِينَ }.

3⃣3- والإشارة إلى الأسماء والصفات وجميع صفات الكمال جاءت في آية {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} ولفظ (الحمد) .

4⃣4- والإشارة إلى اليوم الآخر، وما فيه من عدل وفضل، وما فيه من بعث وحشر ونشر، وحساب وجزاء، جاءت في آية {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}.

5⃣5- والإشارة إلى كافة أنواع العبادات والإخلاص فيها جاءت في آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }.

 6- والإشارة إلى إثبات النبوات، وإلى قصص الأنبياء والمرسلين والصالحين، وإلى إثبات صفة القدر، وأن العبد حر مختار، والرد على أهل البدع والضلال، جاء ذلك في قوله سبحانه : {اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }.

7⃣7- وجاء الحث على السير على نهج الأنبياء والصالحين والاهتداء بهديهم في قوله جل شأنه : {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }.

8⃣8- والحديث عن أهل الكتاب وأهل الزيغ والضلال، جاء في نهاية السورة : {غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ } .

🔘 مقاصد سورة الفاتحة الخمسة 🔘
اشتملت سورة الفاتحة على أهم مقاصد القرآن الكريم على وجه الإجمال، ثم فصل ما أجملته في القرآن كله؛ فقد اشتملت الفاتحة على
▫التوحيد والعبادة وطلب الهداية، والثبات على الإيمان، وفيها أخبار وقصص الأمم السابقة، وفيها معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وقد نزل القرآن لبيان حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم الصلة بين الخالق والمخلوق .

⚪المقصد الأول :⚪
🔘توحيد الله سبحانه :
اشتملت السورة على التعريف بالمعبود جل في علاه، على توحيد الخالق سبحانه، وتضمنت سورة الفاتحة خلاصة وجيزة لعقائد الإسلام، واجتثاث جذور الشرك التي كانت فاشية في الأمم، ومقتضى ذلك توحيد العبادة، والتوجه بها إلى الله سبحانه، فهو جل شأنه المعبود بحق دون سواه، يرشد إلى ذلك قوله تعالى {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

⚪المقصد الثاني :⚪
🔘الإيمان باليوم الآخر :
واشتملت السورة على أهم أركان الإيمان، بعد الإيمان بالله تعالى؛ وهو إثبات المعاد والجزاء على الأعمال، والإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وسؤال وحشر ونشر وحساب وجنة ونار، وغير ذلك مما فصله القرآن الكريم في العديد من السور والآيات، لاسيما القرآن المكي، الذي يُعنى بغرس العقيدة في النفوس أولًا، في مثل جزأي (عم وتبارك) .

⚪المقصد الثالث :⚪
🔘التكاليف شرعية                                                                                                                                            أما جانب العبادات : مما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج والأذان والذبح والنذر والدعاء والاستغاثة والاستعاذة والرجاء والخوف والتوكل والاستعانة وما إلى ذلك، وتوجيه هذه العبادات إلى الله تعالى وحده، فقد أشار إليه قوله تعالى : {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين} .

⚪المقصد الرابع :⚪
🔘قصص الأنبياء والمرسلين : أما جانب النبوات والرسالات في سورة الفاتحة، فيشير إليه قوله تعالى : {اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }.

⚪المقصد الخامس :⚪
🔘أهل الكتاب :
أما أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين فصّل القرآن الكريم الحديث عنهم في سوره المدنية، وأوضح زيغهم وضلالهم، وأسباب غضب الله تعالى عليهم، فقد أجملت سورة الفاتحة هذه المعاني في قوله تعالى :{ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.


📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚  

    
2⃣
🌴 تدبر عظمة فاتحة الكتاب🌴

🌵{بِسْمِ اللَّهِ}
⬅أي: أبتدئ بكل اسم لله تعالى، لأن لفظ ↩{اسم} مفرد مضاف، فيعم جميع الأسماء [الحسنى] .

🌵{اللَّهِ} هو المألوه المعبود، المستحق لإفراده بالعبادة، لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال.

🌵{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
↩اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء، وعمت كل حي، وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله. فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة، ومن عداهم فلهم نصيب منها.
🔘واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها، الإيمان بأسماء الله وصفاته، وأحكام الصفات.
🔘فيؤمنون مثلا بأنه رحمن رحيم، ذو الرحمة التي اتصف بها، المتعلقة بالمرحوم.
▫فالنعم كلها، أثر من آثار رحمته، وهكذا في سائر الأسماء.
⚪يقال في العليم:
▫إنه عليم ذو علم، يعلم به كل شيء،
▫قدير، ذو قدرة يقدر على كل شيء.

🌵{الْحَمْدُ لِلَّهِ}
⚪ هو الثناء على الله بصفات الكمال، وبأفعاله الدائرة بين الفضل والعدل، فله الحمد الكامل، بجميع الوجوه.
🌵{رَبِّ الْعَالَمِينَ}
🔘الرب ⬅هو المربي جميع العالمين -وهم من سوى الله- بخلقه إياهم، وإعداده لهم الآلات، وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة، التي لو فقدوها، لم يمكن لهم البقاء. فما بهم من نعمة، فمنه تعالى.
🔖وتربيته تعالى لخلقه نوعان:
1⃣عامة .
2⃣وخاصة.
🍁فالعامة: هي خلقه للمخلوقين، ورزقهم، وهدايتهم لما فيه مصالحهم، التي فيها بقاؤهم في الدنيا.
🍁والخاصة:
↩تربيته لأوليائه، فيربيهم بالإيمان، ويوفقهم له، ويكمله لهم، ويدفع عنهم الصوارف، والعوائق الحائلة بينهم وبينه، وحقيقتها:
↩تربية التوفيق لكل خير، والعصمة عن كل شر.
📍ولعل هذا المعنى هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب.
📍فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة.

▫فدل قوله {رَبِّ الْعَالَمِينَ} على انفراده بالخلق والتدبير، والنعم، وكمال غناه، وتمام فقر العالمين إليه، بكل وجه واعتبار.

🌵{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}
🔘المالك: ⬅هو من اتصف بصفة الملك التي من آثارها أنه يأمر وينهى، ويثيب ويعاقب، ويتصرف بمماليكه بجميع أنواع التصرفات، وأضاف الملك ليوم الدين، وهو يوم القيامة، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها، لأن في ذلك اليوم، يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق.
🔹حتى إنه يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.
▫كلهم مذعنون لعظمته، خاضعون لعزته، منتظرون لمجازاته، راجون ثوابه، خائفون من عقابه، فلذلك خصه بالذكر، وإلا فهو المالك ليوم الدين ولغيره من الأيام.

🌵وقوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 🔘أي: نخصك وحدك بالعبادة
والاستعانة، لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما عداه.
🔹فكأنه يقول: نعبدك، ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك.

🔘وقدم العبادة على الاستعانة، من باب تقديم العام على الخاص، واهتماما بتقديم حقه تعالى على حق عبده.
🔘و {العبادة} اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال، والأقوال الظاهرة والباطنة.
🔘و {الاستعانة} هي الاعتماد على الله تعالى في جلب المنافع، ودفع المضار، مع الثقة به في تحصيل ذلك.
📍والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور، فلا سبيل إلى النجاة إلا بالقيام بهما.
🔘وإنما تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله.
↩فبهذين الأمرين تكون عبادة

🔶وذكر {الاستعانة} بعد {العبادة} مع دخولها فيها،
◀لاحتياج العبد في جميع عباداته إلى الاستعانة بالله تعالى.
🔸فإنه إن لم يعنه الله، لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر، واجتناب النواهي.

🌵ثم قال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}
↩ أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل
🔖إلى الله
🔖وإلى جنته
◀وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط.
🔘فالهداية إلى الصراط:
▫لزوم دين الإسلام
▫وترك ما سواه من الأديان
⚪والهداية في الصراط
◀تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.

🔘فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك.

↩وهذا الصراط المستقيم هو:
🌵{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
🌵{غَيْرِ} صراط {الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم.
وغير صراط {الضَّالِّينَ} الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم.

🔘فهذه السورة على إيجازها🔘
قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن،

⚪فتضمنت أنواع التوحيد الثلاثة:
▫توحيد الربوبية يؤخذ من قوله:
⚡{رَبِّ الْعَالَمِينَ} .

▫وتوحيد الإلهية وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ:
⚡{الله }ومن قوله:⚡ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}

▫وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ
⚡ {الْحَمْدُ} كما تقدم.

⚪وتضمنت إثبات النبوة في قوله:
⚡{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.

⚪وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله:
⚡{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وأن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.

⚪وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية.

⚪بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله:
⚡{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه معرفة الحق والعمل به.
🔖وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.

⚪وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله:
⚡{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

 🍃فالحمد لله رب العالمين.🍃

📕تفسير السعدي 📕

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚  



سورة النبأ               



  

1⃣
 🌴 فقه سورة النبأ 🌴


♦{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}

🔗 {ِ عَمَّ يَتَسَاءَلُون} أي:
❓❗ عن أي شيء يتساءل المكذبون بآيات الله؟❓❗

🌱ثم بين ما يتساءلون عنه
⚡فقال: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}
◀أي: عن الخبر العظيم الذي طال فيه نزاعهم، وانتشر فيه خلافهم على وجه التكذيب والاستبعاد، وهو النبأ الذي لا يقبل الشك ولا يدخله الريب، ولكن المكذبون بلقاء ربهم لا يؤمنون، ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم.

⚡ولهذا قال: {كَلا سَيَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ}
◀أي: سيعلمون إذا نزل بهم العذاب ما كانوا به يكذبون، حين يدعون إلى نار جهنم دعا، ويقال لهم: {هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ}

🔘ثم بين تعالى النعم والأدلة الدالة على صدق ما أخبرت به الرسل فقال:
⚡{أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا * وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا * وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}{6 - 16}
◀أي: أما أنعمنا عليكم بنعم جليلة، فجعلنا لكم
🔘{الأرْضَ مِهَادًا} أي: ممهدة مهيأة لكم ولمصالحكم، من الحروث والمساكن والسبل.
🔘{وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد.
🔘{وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا} أي: ذكورا وإناثا من جنس واحد، ليسكن كل منهما إلى الآخر، فتكون المودة والرحمة، وتنشأ عنهما الذرية، وفي ضمن هذا الامتنان، بلذة المنكح.
🔘{وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا} أي: راحة لكم، وقطعا لأشغالكم، التي متى تمادت بكم أضرت بأبدانكم، فجعل الله الليل والنوم يغشى الناس لتنقطع حركاتهم الضارة، وتحصل راحتهم النافعة.
🔘{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} أي: سبع سموات، في غاية القوة، والصلابة والشدة، وقد أمسكها الله بقدرته، وجعلها سقفا للأرض، فيها عدة منافع لهم، ولهذا ذكر من منافعها الشمس فقال:
🔘{وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا} نبه بالسراج على النعمة بنورها، الذي صار كالضرورة للخلق، وبالوهاج الذي فيه الحرارة على حرارتها وما فيها من المصالح .
🔘{وَأَنزلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ} أي: السحاب
🔘{مَاءً ثَجَّاجًا} أي: كثيرا جدا.
🔘{لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا} من بر وشعير وذرة وأرز، وغير ذلك مما يأكله الآدميون.
🔘{وَنَبَاتًا} يشمل سائر النبات، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم.
🔘{وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} أي: بساتين ملتفة، فيها من جميع أصناف الفواكه اللذيذة.

↩فالذي أنعم عليكم بهذه النعم العظيمة ، التي لا يقدر قدرها، ولا يحصى عددها،
❓كيف تكفرون به❓
❓وتكذبون ما أخبركم به من البعث والنشور؟! ❓
❓أم كيف تستعينون بنعمه على معاصيه وتجحدونها؟ "❓

📙 تغسير السعدي 📙

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


 

2⃣

🌴وقفات تدبرية لتحقيق التذكر 🌴


🔘الفوائد المستنبطة من المقطع الأول 🔘
⚪الفائدة الأولى:⚪
 عظم شأن القرآن، أو البعث، وأنه من أصول الإيمان.

⚪الفائدة الثانية :⚪
سَفَه المُنكرين للأمور اليقينية .

⚪الفائدة الثالثة :⚪
أن المُخالفين للرسل مختلفون فيما بينهم, فليسوا على قلب واحد
⚡قال الله تعالى: (الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)
⚡وقال سبحانه:{ ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } البقرة: ١٧6
⬅فكل من خالف الحق تجدهم فِرقاً وشِيعاً وأحزاباً؛ لأن الحق واحد لا يتعدد, أما الباطل فشعب وظلمات، ولهذا تجد أن الله تعالى دوماً يُوحد الحق فمن ذلك
⚡قوله:{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف: ١٠٨
↩فالحق واحد ، والسبيل واحدة، والباطل أشلاء.

⚪الفائدة الرابعة:⚪
 استعمال أسلوب التهديد في الموعظة الإيمانية، وهذه من
⚡قوله تعالى: (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5))
⬅فلا بأس للداعية في بعض المواقف أن يُهدد المدعو بعقاب الله، وبشؤم صنيعه ، وأن يُخوفه باليوم الآخر ، ويقول له: ويلك.
⚡كما قال الله عز وجل: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} الأحقاف : 17


🔘الفوائد المستنبطة من المقطع الثاني :🔘

⚪الفائدة الأولى:⚪
أن توحيد الربوبية أساس لتوحيد الألوهية .

⚪الفائدة الثانية:⚪
 العناية ببيان أدلة الربوبية، وشواهدها في النفس، والآفاق.
🔖وبعض الناس يَطيش عنده الميزان ، فيقلل من شأن الحديث في توحيد الربوبية
🔖وربما قال : هذا توحيد أبي جهل!
⬅لمّا رأى أن المهم هو توحيد العبادة ، ظنَّ أن ذلك يقتضي الغض من توحيد الربوبية !
🔖والحق أن توحيد الربوبية هو الأساس الذي يبنى عليه توحيد العبادة.
⚡وتأمل قول الله تعالى، في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: ٢١
⬅فطالبهم بالعبادة مُحتجاً عليهم بأنه خلقهم، والذين من قبلهم
⚡ثم قال: {الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة: ٢٢
↩فابتدأ بالأمر بالعبادة، وختم بالنهي عن الشرك، و ذكر بينهما توحيد الربوبية.

⚪الفائدة الثالثة:⚪
 إيقاظ العقول البليدة، للتفكر في المشاهد المتكررة: فكما وُوجه به المشركون، فينبغي أن نعظ أنفسنا به ، وألا تتحول هذه المشاهد حولنا إلى جُثث هامدة.

⚪الفائدة الرابعة :⚪
الاستدلال بالسهل المشاهد، قبل الصعب الخفي:
🔄فهذه الآيات المبثوثة في الكون سهلة، مشاهدة، لا نحتاج إلى المحاضرات لإقامة الدليل عليها، فيُدركها الكبير، والصغير، والعالم، والجاهل، والحضري، والبدوي ، وكل أطباق الناس.
🔸فلا نذهب لإقامة العقيدة، على الطرق الكلامية، والأدلة الفلسفية الغامضة.

⚪الفائدة الخامسة:⚪
 🍁استعمال أسلوب الاستفهام، والتنويع، والتكثير، في الأدلة:
فأسلوب الاستفهام
⚡كما في قوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا)
🍁وأسلوب التنويع لأنه لم يقتصر على نوع واحد؛ لأن القلوب لها مفاتيح، فقد يتأثر الإنسان بمعنى من المعاني، أو مشهد من المشاهد، ويتأثر غيره بغيره، لأسباب وزّعها الله على بني آدم.
🍁وأسلوب التكثير في الأدلة؛ لأن توالي الأدلة، وكثرتها تؤثر في النفس, كتتابع الطّرْق، ومن أدمن الطّرْق أوشك أن يُفتح له.
↩فكل هذه الأساليب التربوية، الإيمانية، ينبغي أن يستفيد منها الداعية إلى الله سبحانه وتعالى في إقناع غيره، وفي التأثير، والموعظة.

🌱والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 🌱

📒التفسير العقدي لجزء عم📒

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚
3⃣
 🌴تابع فقه تدبر سورة النبأ 🌴

🔘تقرير الإيمان باليوم الآخر🔘

 ⏪[الآيات من 17 إلى 30]

🍀{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا * إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا} .
⏪ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون، ويجحده المعاندون، أنه يوم عظيم، وأن الله جعله {مِيقَاتًا} للخلق.
✨{يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد، وتنزعج له القلوب، فتسير الجبال، حتى تكون كالهباء المبثوث، وتشقق السماء حتى تكون أبوابا، ويفصل الله بين الخلائق بحكمه الذي لا يجور، وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا، وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة
🍀و {الحقب} على ما قاله كثير من المفسرين: ثمانون سنة.
وهم إذا وردوها ⬅{لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا} أي: لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم.

✨{إِلا حَمِيمًا} أي: ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم

✨{وَغَسَّاقًا} وهو: صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق،
📍 وإنما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم ووفاقا على ما عملوا من الأعمال الموصلة إليها، لم يظلمهم الله، ولكن ظلموا أنفسهم، ولهذا ذكر أعمالهم، التي استحقوا بها هذا الجزاء، فقال:
✨{إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} أي: لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة.
✨{وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا} أي: كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها.
✨{وَكُلَّ شَيْءٍ} من قليل وكثير، وخير وشر
✨{أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا} أي: كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة،
💫 كما قال تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}

✨{فَذُوقُوا} أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم .
✨{فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا} وكل وقت وحين يزداد عذابهم .
📍[وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها] .

🔘حال المتقين يوم القيامة🔘
[الآيات من 31 إلى 36]
🍀 {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا} .
◀لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين
✨فقال: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا} أي: الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار. وفي ذلك المفاز لهم
✨{حَدَائِقَ} وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق.

◀ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس .
✨{كَوَاعِبَ} وهي: النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن .
✨{والأتْرَاب} اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب .
✨{وَكَأْسًا دِهَاقًا} أي: مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،
✨{لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا} أي: كلاما لا فائدة فيه
✨{وَلا كِذَّابًا} أي: إثما.
⏪كما قال تعالى: {لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا إِلا قِيلا سَلامًا سَلامًا}
وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل من فضله وإحسانه

✨{جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ} لهم
✨{عَطَاءً حِسَابًا} أي: بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها .

🔘بيان عظمة اللّه ورحمته وتأكيد وقوع يوم القيامة وتهديد الكافرين المعاندين 🔘
⏪[الآيات من 37 إلى 40]
🍀{رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا} .
⏪أي: الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم
✨{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ} الذي خلقها ودبرها
✨{الرَّحْمَنِ} الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا.

🔶ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و
✨{لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا} إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين:
1⃣أن يأذن الله له في الكلام
2⃣وأن يكون ما تكلم به صوابا
⏪لأن {ذَلِكَ الْيَوْمُ} هو {الْحَقُّ} الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب، وفي ذلك اليوم
✨{يَقُومُ الرُّوحُ} وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة
✨{وَالْمَلائِكَةُ} أيضا يقوم الجميع
✨{صَفًّا} خاضعين لله
✨{لا يَتَكَلَّمُونَ} إلا بما أذن لهم الله به .

🔷فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر، قال:
✨{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا} أي: عملا وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة.

📔تفسير السعدي📔

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚


4⃣

🌴الدرر المستخرجة لتحقيق التذكر 🌴

📌ومما يؤخذ من الفوائد من هذا المقطع:[١٧ : ٣٠]
🔷الفائدة الأولى: إثبات البعث، وأهوال القيامة الكبرى.

🔷الفائدة الثانية : إثبات الحساب، والفصل في الحقوق،والله تعالى سماه يوم الفصل.

🔷الفائدة الثالثة :إثبات النار, وذكر أنواع العذاب فيها؛ من عذاب حسي وعذاب معنوي.

🔷الفائدة الرابعة: العدل الإلهي؛ فالجزاء من جنس العمل. ويؤخذ من قوله تعالى: (جَزَاءً وِفَاقًا).

الفوائد المستنبطة من :الآيات [٣١ : ٤٠]
1- إثبات البعث ، وأهوال القيامة الكبرى.

2- إثبات الحساب، والفصل في الحقوق، والله تعالى سماه يوم الفصل .

3- إثبات النار - أجارنا الله وإياكم من عذابها الحسي والمعنوي.

4- العدل الإلهي ، فالجزاء من جنس العمل:
🔺{جزاءً وفاقاً } ، بالنسبة للنار ،
 🔺{جزاءً من ربك عطاءً حساباً } ، بالنسبة للجنة، فالجزاء من جنس العمل،
⏪ وإن من معاني { حساباً } معنى الكفاية ومنه قول العرب : " أعطاني فاحسبني " يعني : حتى قلت حسبك .

5- إثبات الجنة ونعيمها الحسي والمعنوي جعلنا الله وإياكم من أهلها.

6- الاستئناس باسم الرحمن في تقوية الرجاء، قال تعالى : {الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً } ، فمع أن المقام مقام مهول ومخوف، إلا أنه أتى بهذا الاسم الرقيق الذي يدل على الرحمة، ففيه يتنسم المؤمن نسيم الرجاء،
📍ولا ريب أن ذكر الأسماء الحسنى في ذيل الآيات, أو في أثناء الآيات له دلالة، ألم تروا أن الله سبحانه وتعالى قال : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ والله عزيز حكيم } ، ثم قال بعدها : {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ} فختمها بقوله: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة/39] ، فكل اسم من أسماء الله الحسنى يناسب ذكره في سياق معين.

7- إثبات الملائكة، وخشيتهم لربهم.

8- إثبات الشفاعة بشروطها: { إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } .

9- إثبات المشيئة الإنسانية، والرد على الجبرية، لقوله : {فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً }، فالإنسان يشاء، وله مشيئة حقيقية ، خلافاً للجبرية الذين يقولون العبد مسير، مسلوب المشيئة، مجبور على فعله.
◀والحق أن العبد له مشيئة حقيقية، ولكن هذه المشيئة داخلة تحت مشيئة الله ؛ لقوله تعالى: { لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ • وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا

أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }.

10- قرب أمر الساعة ،
💫 { إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً } ، فقرب العذاب، دليل على قرب الساعة.

11- بيان أعظم الندم، أجارنا الله وإياكم,
💫قال تعالى : { وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً }.


📔 التفسير العقدي 📔

📚 جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة 📚





أركان الإيمان في القرآن(سورة النازعات)


1⃣
��فقه تدبر سورة النازعات ��
��وهي مكيّة ، وهي ست وأربعون آية.
�� تسميتها ��
��تسمى سورة النازعات :
��قال تعالى {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا(1) } النازعات ؛ فسميت بالنازعات لافتتاحها بهذه الكلمة .
��والطامة :��قال تعالى {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34)} النازعات
��والساهرة : ��وقال تعالى { فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ(14)} النازعات
��محور السورة الأساسي��
��بيان أواخر أمر الإنسان بالإقسام على بعث الأنام، ووقوع القيام يوم الزحام ، لذا فإن أولها يشبه أن يكون قسمًا لتحقيق وقوع ما ذكر في آخر سورة عمّ عن أمر البعث والجزاء يوم القيامة :
��{ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا(40)} النبأ ،
��وصور ذلك بنزع الأرواح بأيدي الملائكة الكرام،
��ثم أمر فرعون اللعين وموسى عليه السلام، واسمها النازعات واضح في ذلك المرام، إذا تؤمل القسم وجوابه المعلوم للأئمة الأعلام، وكذا الساهرة والطامة إذا تؤمل السياق، وحصل التدبير في تقرير الوفاق
��ثم تلا ذلك بتهديد المشركين من أهل مكة
��{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا(27)} النازعات ؛
��ثم ذكر أحوال البعث بجزاء الكافرين، وثواب المؤمنين ، وختمت بسؤال الكافرين لرسول الله ﷺ عن الساعة
��{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا(42)}النازعات
�� مناسبتها لما قبلها ��
تتعلق السورة بما قبلها من وجهين :
1⃣1- تشابه الموضوع : فكلتا السورتين تتحدثان عن القيامة وأحوالها ، وعن مآل المتقين ، ومرجع المجرمين.
2⃣2- تشابه المطلع والخاتمة :
��فإن مطلع السورتين في الحديث عن البعث والقيامة ،
�� الأولى تؤكد وجود البعث وما فيه من أهوال وحساب وجزاء ،
��والثانية افتتحت بالقسم على وقوع القيامة لتحقيق ما في آخر عم.
��والأولى اختتمت بالإنذار بالعذاب القريب يوم القيامة ،
��والثانية ختمت بالكلام عما في أولها من إثبات الحشر والبعث ، وتأكد حدوث القيامة ، فكان ذلك كالدليل والبرهان على مجيء القيامة وأهوالها.
��علاقة أول السورة بآخرها��
��شرعت السورة بالقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث : ��{وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ..}
��وختمت السورة ببيان أهوال يوم القيامة ، وانقسام الناس فيه فريقين : سعداء وأشقياء ، وسؤال المشركين عن ميقات الساعة ، وتفويض أمرها
إلى اللّه تعالى ، لا إلى أحد حتى الرسول ، وتأكيد حدوثها ، وذهول المشركين من شدة هولها ، ومعرفتهم أن مكثهم في الدنيا كمقدار العشي أو الضحى .
��ومقاصد هذه السورة قريبة من مقاصد سورة النبأ ، فإن فيها ما في القرآن المكي من المقاصد العقدية :
1⃣إثبات البعث ، وبيان أهوال يوم القيامـة .
2⃣بيان مصارع المكذبين بالبعث ، كما في  قصة فرعون.
3⃣تقرير توحيد الربوبية، المقتضي لتوحيد الإلوهية. كما في قوله في بقية السورة : { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً } ، وما بعدها .
4⃣إثبات أفعال العباد ، وترتب الثواب والعقاب عليها .
��التقسيم الموضوعي للسورة��
��ويمكن تقسيم هذه السورة إلى مقاطع ذات وحدة موضوعية متميزة
��شرعت السورة بالقسم بالملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد لإثبات البعث :
�� {وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً }.. [الآيات : ١- ٥] والمقسم عليه محذوف وهو « لتبعثن » لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة ، وهو :
��{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ [6- 7] ،
�� أو بدليل إنكارهم للبعث في قوله تعالى :
��{ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَة}ِ [10].
��ثم وصفت أحوال المشركين المنكرين البعث ، فصوّرت مدى الذعر الشديد والاضطراب الذي يكونون عليه يوم القيامة ، وذكرت مقالتهم في إنكار البعث والردّ عليهم :
��{ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ} .. [الآيات : ٨ - ١٤]
��وناسب ذلك إيراد قصة موسى عليه السلام مع فرعون الطاغية الجبار الذي ادّعى الربوبية ، ثم أهلكه اللّه وجنوده بالغرق في البحر ، للعظة والعبرة ، والدلالة على كمال القدرة الإلهية ، بإفهامهم أن الكرّة والإعادة ليست صعبة على اللّه ، فما هي إلا زجرة أو صيحة واحدة :
��{هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى} .. [الآيات : ١٥- ٢٦ ]
��ثم خاطب اللّه منكري البعث خطابا يتضمن إثبات البعث بالبرهان الحسي ، متحديا طغيانهم وتمردهم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ومذكرا إياهم أنهم أضعف من خلق السموات والأرض والجبال:
�� {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها} ..[الآيات :٢٧ -33]
��جزاء فريقي الناس في الآخرة [الآيات :٣٤ - ٤١]
��سؤال المشركين عن وقوع الساعة [ الآيات ٤٢ - ٤٦]
��جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
2⃣
��وقفة مع تفسير مقدمة  السورة ��
��قال تعالى {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }��
��{وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ * أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ * يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ * أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} .[ ١ -١٤]
��هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره
��يحتمل أن المقسم عليه :
��الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك،
��ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان،
♦وأنه أقسم على الملائكة،
��لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة،
��ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده،
��فقال: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها.
��{وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار.
��{وَالسَّابِحَاتِ} أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا
��{سَبْحًا}
��{فَالسَّابِقَاتِ} لغيرها {سَبْقًا} فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه  .
��{فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار وغير ذلك .
��{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} وهي قيام الساعة،
��{تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} أي: الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها،
��{قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ} أي: موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع.
��{أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ} أي: ذليلة حقيرة، قد ملك قلوبهم الخوف، وأذهل أفئدتهم الفزع، وغلب عليهم التأسف واستولت عليهم الحسرة.
♦يقولون أي: الكفار في الدنيا، على وجه التكذيب:
�� {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً} أي: بالية فتاتا.خ
��{قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي: ا
ستبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا [منهم] بقدرة الله، وتجرؤا عليه.
♦قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه:
��{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} ينفخ فيها في الصور.
♦فإذا الخلائق كلهم
��{بِالسَّاهِرَةِ} أي: على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.
��تفسير السعدي -رحمه الله ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
3⃣
��الفوائد المستفادة من مقدمة السورة ��
��ونستفيد من هذه  الآيات الخمس[١ - ٥] الفوائد التالية��
��أولاً : إقسام الله تعالى بما شاء من مخلوقاته ، فلله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته ، وليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله وحده.
↩فمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ، أما الله عز وجل فله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، وآياته الكونية، والشرعية .
��ثانياً : إثبات الملائكة، وأعمالهم.
��والإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان.
��والملائكة عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، وسخرهم  لعبادته وطاعته ، فهم يسبحون الليل والنهار لا يسئمون ، ولا يفترون ، ولا يستحسرون.
��وقد جعل الله تعالى طبيعتهم طبيعة تعبدية، لا ينزعون إلى الشر أبداً، على النقيض من الشياطين الذين جعل الله طبيعتهم طبيعة تمردية.
♦وبين الطائفتين الإنسان؛ فإن الإنسان ليس كالملك لا ينزعه إلا الخير ، وليس كالشيطان لا ينزعه إلا الشر ، بل هو كما قال الله تعالى : {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا《٧》فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا《٨》قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا《٩》وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا《١٠》} [سورة الشمس : ٧ - 10]
��فالإنسان بين بين ، فهو إن زكى نفسه صارت نفسه ملائكية ؛ يعني طائعة لله عز وجل لا أنه يكون ملكاً ، لكن تصبح نفسه نفساً مطيعة لله عز وجل منقادة كالملائكة ، وإن كانت الأخرى صارت نفسه شيطانية .
��ثالثاً : أن إخفاء المقسم عليه يكون للتعظيم ، أو للشهرة ، فالله تعالى قد أخفى المقسم عليه ، وهذا يزيد الأمر جلالةً ومهابةً .
��هذه الآيات[ 6 – 14] تضمنت العديد من الفوائد منها ��
��الأولى : إثبات النفختين.
��الثانية : عظم شأن الساعة ؛ ولهذا كان من رحمة الله عز وجل أن الساعة، لا تقوم على مؤمن ، لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق .
��الثالثة : بيان مظاهر الخوف ؛ الظاهرة، والباطنة ؛ الباطنة في القلوب ، والظاهرة في الأعين .
��الرابعة: صدمة الكفار يوم القيامة، وشدة ندمهم.
��التفسير العقدي��
��جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة��
و




4⃣
��تابع تدبر سورة النازعات ��
☀{15 - 26} {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} .
��يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
�� {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه.⬅ أي: هل أتاك حديثه.
��{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهو المحل الذي كلمه الله فيه، وامتن عليه بالرسالة، واختصه بالوحي والاجتباء 
��فقال له: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله
��{يتذكر أو يخشى}
��{فَقُلْ} له:⬅ {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أي: هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟❓❗
��{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي: أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه.
��{فَتَخْشَى} الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.
��{فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى} أي: جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها
��{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنزعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}
��{فَكَذَّبَ} بالحق
��{وَعَصَى} الأمر،
��{ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي: يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته،
��{فَحَشَرَ} جنوده أي: جمعهم
��{فَنَادَى فَقَالَ} لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى} فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم،
��{فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى} أي: صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،
��{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن بها .
��تفسير السعدي رحمه الله ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��
5⃣
��تدبر ختام السورة ��
☀{27 - 33} {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلأنْعَامِكُمْ} .
��يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد:
�� {أَأَنْتُمْ} أيها البشر
��{أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} ذات الجرم العظيم، والخلق القوي، والارتفاع الباهر
��{بَنَاهَا} الله.
��{رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جرمها وصورتها، {فَسَوَّاهَا} بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،
�� {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي: أظلمه، فعمت الظلمة جميع أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض،
��{وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي: أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتد الناس في مصالح دينهم ودنياهم.
��{وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: بعد خلق السماء {دَحَاهَا} أي: أودع فيها منافعها.
⬅وفسر ذلك بقوله: ��{أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي: ثبتها في الأرض.
�� فدحى الأرض بعد خلق السماء، كما هو نص هذه الآيات الكريمة].
��وأما خلق نفس الأرض، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى:
��{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى أن قال
�� {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} ⬅ فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام، والأرض الكثيفة الغبراء، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم، لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا ذكر بعد هذا القيام الجزاء ، فقال:
☀ {34 - 41} {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}
��أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه وكل محب عن حبيبه .
��و {يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ مَا سَعَى} في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته.
ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال.
��{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي: جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزت لأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.
��{فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي: جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.
��{وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.
�� {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} له أي: المقر والمسكن لمن هذه حاله،
��{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي: خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل، فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدها عن طاعة الله، وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول، وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير،
��{فَإِنَّ الْجَنَّةَ} المشتملة على كل خير وسرور ونعيم
��{هِيَ الْمَأْوَى} لمن هذا وصفه.
☀{42 - 46} {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} .
��أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث
��{عَنِ السَّاعَةِ} متى وقوعها
�� و {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} فأجابهم الله بقوله:
��{فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ ❓❗
فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه
��فقال: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى:
��{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}  .
��{إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي: إنما نذارتك نفعها لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها.
�� وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب، وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا، ينزه الحكيم عنه .
��تمت والحمد لله رب العالمين.��
��تفسير السعدي رحمه الله  ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة

��
6⃣
☀نسائم الخشية في الدرر المستفادة من قصة موسى☀
��نموذج لمن طغى[قصة موسى  مع فرعون]��
��الفوائد المستنبطة من الآيات [الآيات من 15 إلى 26] النازعات:��
��1)  عناية القرآن بقصة موسى، عليه السلام، وكثرة تكرارها، وتنوع عرضها .
��2)  إثبات صفة الكلام لله، سبحانه، بصفة المناداة, فهو يتكلم متى شاء كيف شاء بما شاء.
��3)  أن كلام الله، عز وجل، متعلق بمشيئته؛ لأنه قال :
�� { هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى{15} إِذْ نَادَاهُ } ، و (إِذْ) تدل على ظرفية زمنية ، فهذا يدل على أن الله يتكلم متى شاء.
��4)  فضل موسى، عليه السلام. ولهذا يقال: موسى الكليم .
��5) فضل وادي طوى وشرفه ؛ لأن الله طهره فقال :
�� {بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى{16}.
��6) قبح الطغيان وفاعله ، ��{ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى{17} , فالطغيان مرذول، مذموم.
��7) التلطف في الدعوة، لاسيما مع أهل السلطان ، فلكل مقام مقال.
��8)  بيان غاية الدعوة وثمرتها ،
��{ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى{18} وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى{19}، إذاً غاية الدعوة التزكية، ⬅وثمرتها الخشية
��{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } ، إذا أردت أن تقيس حالك فانظر خشية الله في قلبك.
��العالمون بالله حقاً هم أهل الخشية.
��لا تنظر إلى ما عندك من كتب، ودفاتر ، بل انظر إلى ما في قلبك ، فإن كان قلبك مخبتاً، خاشعاً لله عز وجل، فأنت من أهل العلم؛⬅ لأن الخشية ثمرة هذا العلم.
��وإلا لا فائدة من كثرة المرويات، والمحفوظات، مع قسوة في القلب.
��وليس في هذا تقليل من أهمية التحصيل ، ولكن على طالب العلم أن يوظف علمه في خشية الله، فإن العلم النافع، هو الذي يورث الخشية .
��9) تأييد الله تعالى لأنبيائه بالآيات ، التي يسميها بعض العلماء المعجزات.
��فلما علم الله تعالى، أن من الناس من لا يستجيب إلا بآية ظاهرة، خارقة للعادة ، أجرى على أيدي رسله هذه الآيات ، ولم يكلهم فقط إلى مضمون الدعوة،
⏪ بل نوَّع دلائل النبوة.
��وأعظم الأنبياء آية هو نبينا محمد ﷺ ، ففي الحديث الصحيح
�� [ما من نبيٍّ من الأنبياءِ إلَّا وقد أوتيَ من الآياتِ ما آمنَ على مثلهِ البشرُ ، وإنَّما كان الَّذي أوتيتُهُ وحيًا أوحاهُ اللهُ إليَّ ، فأرجو أنْ أكونَ أكثرَهم تابعًا يومَ القيامةِ]
��فأعظم آيات نبينا، ﷺ ،القرآن العظيم ، آية خالدة ، وها نحن نقرأ هذه الآيات العظيمة فنعجب، وننبهر، ونندهش من
تأثيرها ،ومعانيها ، وحكمها.
��10)  غلظ كفر فرعون ، وشدة عناده.
��ولا يعلم أحد من البشر اشتهر بإنكار الربوبية مثل فرعون، ⬅ فإنه أنكر ربوبية الله، وادعاها لنفسه ،
�� أنكرها بقوله :�� { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }الشعراء23,
��وادعاها لنفسه في قوله: ��{ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى{24} ,
⤴فلذلك صار مضرب المثل في الكفر، الجبروت، والإلحاد .
��11)  شدة أخذ الله للظالم الطاغي ،�� { إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } هود102.
��12)  وجوب الاعتبار ، والاتعاظ بمصارع الظالمين ،
��{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى{26}.
��13) أن الخشية سبب الانتفاع بالمواعظ ،⬅ لأن صاحب القلب القاسي مهما رأى ، ومهما سمع ، ومهما وقع له، مقفل على قلبه ،
��أما صاحب القلب اليقظ الواعي  ، الذي تسري فيه نسائم الخشية يتأثر ،
⏪ تأمل في حال أهل العلم النافع:
��{ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً{107} وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً{108} وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً{109} الإسراء ,
❓❗ ما الذي أبكاهم ؟ ❓❗
⤴مجرد آيات طرقت أسماعهم ، لكن هذه الآيات ليست مجرد حروف معجم، بل حروف ذات معاني ، لامست أوتاراً حساسة في قلوبهم ، فانفعلت تلك القلوب،  وهملت تلك العيون ، وخرت تلك الأعضاء خروراً، من أعلى إلى أسفل
��{يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً} يجعلون أذقانهم  في الرغام إجلالاً لله، وخشية له، .
��وتأمل في حال مؤمني أهل الكتاب:
��{وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ }القصص53
��وأخبر الله تعالى عنهم في موضع آخر، فقال :
��{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ } المائدة83.
��فليحرص كل مؤمن على أن يضمخ قلبه بخشية الله،
⏪هذه خشية تلين القلب ، وتجعله حسن الاستقبال للمواعظ والعبر ،والآيات الكونية والشرعية.
�� نسال الله أن يرزقنا خشيته في السر والعلن .��
��التفسير العقدي ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��




7⃣
☀الدرر المستفادة من ختام السورة ☀
��الفوائد من الآيات [ 23-33 ]��
��1- الاستدلال على الأخف بالأشد ، وذلك في قوله تعالى :
��{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27} .
��2- بيان دليل من دلائل البعث ، والرد على المنكرين ، وذلك في قوله تعالى :
��{ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{27}
⬅فإذا كان الله، سبحانه وتعالى ، خلق السموات والأرض على عظمهما ، فمن باب أولى ، وأحرى أن يعيد خلق الإنسان .
��3- بديع خلق السموات والأرض .
��4- تسخير الله للمخلوقات ؛ متاعاً لبني آدم ،
كما قال الله تعالى : ��{ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ{33}.
��5- أن الأصل في الأشياء الإباحة والحل .
��الفوائد من الآيات [ ٣٤ - ٤٦ ] :��
��1- أن أسماء القيامة أعلام وأوصاف .
��2- هول القيامة الكبرى؛ لأن الله سماها الطامة .
��3- ذكر الإنسان لسعيه بعد البعث .
��4- إثبات الجنة والنار.
��5- أن الجزاء من جنس العمل .
��6- إثبات أفعال العباد ، وترتب الثواب والعقاب عليها ،
⏪ مما يدل على أن للعبد فعل، ومشيئة، واختيار يؤاخذ عليه، ويثاب عليه .
��7- كمال عدل الله عز وجل .
��8- شؤم الطغيان، وإيثار الشهوات.
��التفسير العقدي ��
�� جامعة الفقه الإسلامي العالمية في ضوء القرآن والسنة ��                                     








0 التعليقات :

إرسال تعليق

Copyright @ 2013 دروس الجامعة الفقه الاسلامي العالمية .